حدث أبو عمر عبد العزيز بن الحسن السلمي قال سألت محمد بن القاسم المعروف بالصوفي: كيف كان سبب امتداح أبي الطيب لأبي القاسم طاهر بن الحسن بن طاهر العلوي فحدثني أن الأمير أبا محمد لم يزل يسأل أبا الطيب في كل ليلة من شهر رمضان إذا اجتمعنا عنده للإفطار أن يخص أبا القاسم طاهراً بقصيدة من شعره يمدحه فيها. وذكر أنه اشتهى ذلك. ولم يزل أبو الطيب يمتنع ويقول ما قصدت غير الأمير وما أمتدح أحد سواه. فقال له أبو محمد قد كنت عزمت أن أسألك فيّ قصيدة أخرى تعملها فاجعلها في أبي القاسم طاهر. وضمن له عنه مئات دنانير فأجابه إلى ذلك. فقال محمد بن القاسم الصوفي فمضيت أنا والمطلبي برسالة طاهر لوعد أبي الطيب فركب معنا أبو الطيب حتى دخلنا عليه وعنده جماعة من أهل بيته أشراف وكتاب. فلما أقبل أبو الطيب نزل أبو القاسم طاهر عن سريره وتلقاه بعيداً من مكانه مسلماً عليه ثم أخذ بيده فأجلسه في المرتبة التي كان فيها قاعداً وجلس بين يديه فتحدث معه طويلاً، ثم أنشده وخلع عليه للوقت خلعاً نفيسة. قال عبد العزيز حدثني أبو علي بن القاسم الكاتب قال كنت حاضراً هذا المجلس وهو كما حدثك محمد الصوفي، ثم قال لي اعلم أني ما رأيت ولا سمعت في خبر أن شاعراً جلس الممدوح بين يديه مستمعاً لمدحه غير أبي الطيب، فإني رأيت طاهراً تلقاه وأجلسه مجلسه وجلس بين يديه فأنشده أبو الطيب هذه القصيدة.