|
مناسبة القصيدة :
عدوك مذموم بكل لسان
|
|
الأبيات
:
27
|
الشروح
:
191
|
|
تقلد شبيب بن جرير العقيلي عمان والبلقاء وما بينهما من البر والجبال، فعلت منزلته وزادت رتبته واشتدت شوكته. وغزا العرب في مشاتيها بالسماوة وغيرها، فاجتمعت إليه العرب وكثرت حوله. وطمع في الأسود، وأنف من طاعته، وسوّلت له نفسه أخذ دمشق والعصيان بها، فسار إليها في نحو عشرة آلاف. وقاتله أهلها وسلطانها. واستأمن إليه جمهور الجند الذين كانوا بها. وغلقت أبوابها واستعصموا بالحجارة والنشاب. فنزل بعض أصحابه على الثلاثة الأبواب التي تلي المصلى يشغلهم بهم، ودار هو حتى دخل من الحميريين على القنوات حتى انتهى إلى باب الجبابية وحال بين الوالي وبين المدينة ليأخذها. وكان يقدم أصحابه، فزعموا أن امرأة دلّت على رأسه صخرة. فاختلف الناس في أمره، فقال قوم وقعت يد فرسه في قناة وقنعها فشبت به ولم تتخلص يدها فسقط، وكان مكسور الكتف والترقوة لسقطة سقطها عن الفرس في الميدان بعمان قبل ذلك بيسير، وسار إلى دمشق قبل تمام الانجبار. وذكروا أنه ثار من سقطته فمشى خطوات ثم غُلب فجلس وضرب بيده إلى قائم سيفه وجعل يذب حوله. وكان شرب وقت ركوبه سويقا فزعم قوم أنه طرح له فيه شيء، فلما سار وحمي الحديد عليه وازدحم الناس حوله عمل فيه، غير أنه سقط ولم ير أثر شيء من السلاح والحجارة أصابه. وكثر تعجب الناس من أمره حتى قال قوم كان يتعهده صرع فأصابه في تلك الساعة. وانهزم أصحابه لما رأوا ذلك فخالفوا إلى الموضع الذي دخلوا منه، فأرادوا الخروج منه فقتل منهم أربعمائة فارس وبضعة عشر. وأخذ رأسه ووردت الكتب إلى مصر بخبره يوم الجمعة لخمس خلون من جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطالب الأسود أبا الطيب بذكره، فقال هذه القصيدة وأنشدها في يوم السبت لست خلون من جمادي الآخرة.
|
|
|
|