دخل يوماً أبو الطيب على الأسود. فلما نظر إليه وإلى قلته في نفسه ونقص عقله ولؤم كفه وأصله وقبح فعله ثار الدم في وجهه حتى ظهر ذلك فيه فخرج وركب، فأتبعه الأسود بعض القواد وهو يرى أن أبا الطيب لا يفطن. فسايره وسأله عن حاله وقال له إني أراك متغير اللون. فقال أبو الطيب: أصاب فرسي اليوم جرح خفته عليه وقلبي مشغول به وما له خلف إن تلف، فبلغ معه إلى منزله، ثم عاد إلى الأسود فأخبره فأنفذ إليه مهرا أدهم فقال أبو الطيب هذه القصيدة. وأنشدها يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة.