قال في الطرد بدشت الأرزن، وقد خرج عضد الدولة ومعه من الكلاب والفهود والبزاة والشواهين وعدد الصيد، ما لم ير مثله كثرة. وكان يسير قدام الجيش يمنة وشأمة فلا يطير شيء إلا صاده، حتى وصل إلى دشت الأرزن، وهو موضع حسن على عشرة فراسخ من شيراز، كثير الصيد تحف به الجبال والأرزن، فيه غلب وماء ومروج، وكانت الأيائل تصاد به، وكانت الوعول تعتصم بالجبال، وتدور بها الرجال تأخذ عليها المضايق. فإذا أثخنتها النشاب التجأت إلى مواضع لا تحملها، فهوت من رؤوس الجبال إلى الدشت، فسقطت بين يديه، منها ما يطيح قرنه، ومها ما يذبح فتخرج نصول النشاب من كبده وقلبه. وأقام بها أياماً على عين حسنة وأبو الطيب معه. ثم قفل فقال أبو الطيب هذه القصيدة في رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.