سار أبو الطيب من الرملة يريد أنطاكية ( أبي العشائر ) سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فنزل بأطرابلس وبها أبو اسحاق الأعور إبراهيم بن كيغلغ وكان جاهلاً وكان يجالسه ثلاثة من بني حيدرة وبين أبي الطيب وبين أبيهم عداوة قديمة فقالوا له ما نحب أن يتجاوزك ولم يمتدحك وإنما يترك مدحك استصغاراً لك. وجعلوا يغرونه به فراسله وسأله أن يمدحه فاحتج أبو الطيب بيمين عليه ألاّ يمدح أحداً إلى مدة. فعاقه عن طريقه ينتظر تلك المدة فأخذ عليه الطرق وضبطها ومات الثلاثة الذين كانوا يغرونه به في مدة أربعين يوماً فقال أبو الطيب يهجوه وهو بأطربلس- قال ولو فارقته قبل قولها لم أقلها أنفة من اللفظ بما فيها- وأملاها على من يثق به. فلما ذاب الثلج وخف عن لبنان خرج كأنه يسيّر فرسه وسار إلى دمشق فأتبعه ابن كيغلغ خيلاً ورجلاً فأعجزهم ولم يلحقوه وظهرت هذه القصيدة لأبي الطيب.
وإبراهيم بن كيغلغ، أبو إسحاق، أديب فاضل. قال ابن النجار: ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين ابن عبد الرحيم في كتاب طبقات الشعراء وقال: من شعره: