نجم خارجيّ من بني كلاب بظهر الكوفة وذكر له أن خلقاً من أهلها قد أجابوه وحلفوا له فسارت إليها بنو كلاب معه ليأخذوها، ورفعت الرايات. وخرج أبو الطيب على الصوت ناحية فطوان، فلقيته قطعة من الخيل في الظهر فقاتلها ساعة فانكشفت وجرح منها وقتل وسار في الظهر حتى دخل إلى جمع السلطان والرعية من درب البراجم. ووقعت المارسلة سائر اليوم وعادوا من غد فاقتتلوا آخر النهار فلم يصنع الخارجيّ شيئاً ورجع وقد اختلفت فيه بنو كلاب وتبرأ بعضهم من بعض. وعاد بعد أربعة أيام فاقتتل في الظهر، فوقع بالسلطان والعامة جراح، وقتل من بني كلاب، وطعن فرس لأبي الطيب تحت غلام له في لبته فمات لوقته. فحمله محمد بن عمرو، وجرح غلام له آخر، وقد قتل رجلاً وعادوا من غد، فالتقى الناس عند دار أسلم وبينهم حائط، فقتل من بني كلاب بالنشاب عدة فانصرفوا ولم يقفوا للقتال. ووقعت الأخبار إلى بغداد فسار أبو الفوارس دلير بن لشكروز في جماعة من القواد فورد الكوفة بعد رحيل الخارجي عنها فأنفذ إلى أبي الطيب ساعة نزل ثياباً نفيسة من ديباج رومي ومن خز وديبقي فقال يمدحه وأنشده إياها في الميدان وهما على فرسيهما. وكان تحت دلير فرس جواد أصفر وعليه حلية ثقيلة مقلدة فقاده إليه. وذلك كله في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، فقال أبو الطيب هذه القصيدة.