الكسوة
المكان :
حلب
تاريخ النشر
:
2024-03-28
تاريخ الحكاية :
950 ميلادية
حدثني أبو الفرج الببغاء، قال: تأخر عني رسمي من الكسوة، على الأمير سيف الدولة ، وكان آثر الأشياء عنه، وأنفقها عليه، وأحبها إليه، أن يسأل فيعطي، وأن يستزاد فيزيد، وأن يطالب، ويناظر، حتى كان دائماً يعزل للإنسان شيئاً، يريد هبته له، خلف ظهره، ويقول: أريد أن أعطي فلاناً هذا. فيخرج من يحضر: فيحدث الرجل، فيحضر، ولا يعطيه. فيقول له الرجل: أيش وراء مسورة مولانا? فيقول: وأي شيء عليك? وأيش فضولك? فيقول: هذا والله لي عزله مولانا. فيقول: لا . فيقول: بلى، ويأخذه، ويجاذبه عليه، فإذا فعل ذلك، أعطاه، وزاده شيئاً آخر، يلتذ بهذا. قال: فكتبت إليه، استحثه على رسمي من الكسوة: الرضا بالمأمول، أطال الله بقاء سيدنا الأمير سيف الدولة، دليل على همة الآمل، ومحل المسؤول في نفسه، مترجم عن نفاسة نفس السائل، إذ كان الناس من التخلق بالكرم، والتفاضل بالهمم، في منازل غير متقاربة، ومراتب غير متناسبة، وشرف أدبه، في شرف طلبه. ورجاء سيف الدولة الشرف الذي |   | يتقاصر التفصيل عن تفصيلـه |
ضمنت تأمـيلـي نـداه فـرده |   | جذلان من سفر الظنون بسولـه |
وغنيت حين بلغت ورد نـوالـه |   | عن ورد ممتنع النوال بخـيلـه |
فالغيث يغبطني على إنعـامـه |   | والدهر يحسدني على تأمـيلـه |
وعلمي بأن أقرب مؤمليه - أيده الله - إليه، وأوجبهم حرمة عليه، أشدهم استزادة لنعمه، وأكثرهم تسحباً على كرمه، بعثني على التقرب إلى قلبه بالسؤال، ومناجاة كرمه بلسان الآمال. فسألته متقرباً، وطلبته مستحباً، فإن رأى العادل إلا في ماله، والمقتصد إلا في أفضاله، سيدنا الأمير سيف الدولة أطال الله بقاءه. أن تعلم الأيام موضع عبـده |   | من عزه ومكانه مـن رائه |
بشواهد الخلع التي يغدو بها |   | متطاولاً شرفاً على نظرائه |
فمن العجائب حبس توقيع له |   | وموقع التوقيع من شفعائه |
فعل إن شاء الله تعالى.
alyaa
|
12:53 2010/5/15
|
من خلال بحثي في الشبكة العنكوبتية وجدت هذا الموقع الفريد من نوعه، وعلى الرغم من أني قرأت الكثير من كتب التراجم التى تحدثت عن الإعلام ورأيت الكثير من المواقع التي حكت عن من كانوا روادا تحفل بهم الكتب والمدونات الإلكترونية ولكن لم أجد مثل هذا الموقع في تفرده وانتقاءاته البديعة وحجم الاهتمام المبذول فيه بالكلمة أولا وقبل كل شيء وأي كلمة أنها جواهر المتنبي الثمينة. عميق شكري إلى كل القائمين على هذا الموقع الفذ.
|
|